واشتهر بين العلماء قديماً وحديثاً انّه سيظهر رجل من أهل البيت في آخر الزمان اسمه المهدي يملك جميع البلدان الإسلامية، ويتبعه جميع المسلمين، ويعدل بينهم ويؤيّد الدين، ثمّ يظهر الدجال، وينزل المسيح ويقتل الدجال، أو يتعاون مع المهدي في قتله.
وقد روى أحاديث المهدي النبوية جماعة من أصحابه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ الصالحين، فقد رواها محدّثون كبار كأبي داود، الترمذي، ابن ماجة ، الطبراني، أبي يعلى، البزار، الإمام أحمد بن حنبل، والحاكم النيشابوري في كتبهم.(1)
وكتب ابن أبي الحديد أحد أكثر علماء أهل السنّة بحثاً وتتبعاً حول هذا الموضوع: وقد وقع اتّفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أنّ الدنيا والتكليف لا ينقضي إلاّعليه (المهدي).(2)
ونختم هذا الفصل بنقل البيان الرسمي لرابطة العالم الإسلامي التي هي من أكبر مراكز الوهابية ومقرّها في مكة بصفته وثيقة وشاهداً حياً على عقيدة وإيمان جميع المسلمين بالمهدي، ومن جوانب أهمية هذا البيان هو انّه يبيّن انّ من أكثر الفرق تطرّفاً في عدائها للشيعة قد قبلت هذا الموضوع أيضاً، ولم تقبله فقط، بل راحت تدافع عنه بحماس، وتعدّه من العقائد الإسلامية البديهية المسلّمة، وذلك لكثرة الأدلّة والوثائق في هذا المجال، مضافاً إلى أنّ هذه الرابطة تمارس نشاطها كمركز إسلامي عالمي.
1-التاج الجامع للأُصول:5/310. 2- شرح نهج البلاغة:10/96.