سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 9
نمايش فراداده

مقدّمة سماحة آية الله السبحاني

المجموعة الوحيدة التي تشكل المصداق الحقيقي ـ باعتراف العدو والصديق ـ لهؤلاء الخلفاء الاثني عشر هم الاثنا عشر إماماً من الأئمة المعصومين للشيعة الذين ورد ذكر أسمائهم وصفاتهم وكيفية حياتهم عن لسان النبي في كتب التاريخ وفي الروايات بشكل متواتر.

ويوجد هناك كلام لأحد علماء أهل السنّة حول الخلفاء الاثني عشر الذين أخبر عنهم الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ جدير بالالتفات إليه، ونحن نورد هنا خلاصة منه للقرّاء الأعزاء: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أنّ مراد رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر ولظلمهم الفاحش إلاّ عمر بن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم، لأنّالنبيّ ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال : «كلّهم من بني هاشم» في رواية عبد الملك عن جابر وإخفاء صوته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في هذا القول يرجح هذه الرواية، لأنّهم لا يحسنون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلّة رعايتهم الآية (قُلْ لا أَسْأَلكُمْ عَليهِ أَجراً إِلاَّ الْمَوَدةَ فِي القُربى) وحديث الكساء، فلابدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسباً، وأفضلهم حسباً، وأكرمهم عند اللّه، وكان علومهم عن آبائهم متّصلاً بجدهم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وبالوراثة واللدنية.(1)

1-ينابيع المودة ـ للشيخ سليمان البلخي القندوزي ـ ص 446 ط استانبول، عام 1301هـ. والطبعة الجديدة ج3/292، نشر دار الأُسوة، قم ـ 1416هـ.