مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 108
نمايش فراداده

وإن كان هذا العامل الثاني نظير العاملالأوّل «في صفة الإمكان» لاحتاج إلى عاملآخر، وهكذا دواليك بحيث يلزم «التسلسل».

وأمّا لو كان العامل الخارجي الأوّل ـ فيحين كونه موجداً وعلّة للأشياء ـ معلولاًوموجداً من قبل نفس تلك الأشياء لزم«الدور» المستحيل في منطق العقول.

ولما كان التسلسل والدور باطلين عقلاً(1)لزم أن نذعن بأنّ كل الحادثات الممكناتتنتهي إلى موجد «غني بالذات» «قائم بنفسه»غير قائم بغيره، وغير مفتقر في وجوده إلىأحد أو شيء على الإطلاق.

وذلك الغني بالذات هو «الواجب الوجود» هواللّه العالم، القادر، القيوم.. القائمبذاته القائم به ما سواه.

وهذا هو دليل الإمكان.

4. برهان الحركة

كان روّاد العلوم الطبيعية ـ في السابق ـكأرسطوا وأتباعه، يستدلّون بـ «حركةالأجسام والأجرام الفلكية» على وجودالمحرّك، وبذلك يثبتون وجود اللّه.

فكانوا يقولون ما خلاصته: إنّه لا بد لهذهالأجرام المتحرّكة من محرّك منزّه عنالحركة، وذلك استناداً إلى القاعدةالعقلية المسلمة القائلة: «لابد لكلمتحرّك من محرّك غير متحرّك».

1. سيوافيك بيان جهة بطلان التسلسل والدورفي الأبحاث القادمة.