مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وممكنوممتنعوذلك لأنّ أيّة ظاهرة وأي شيء نتصوّره فيعالم الذهن لا يخرج عن إحدى حالتين عندماننسب إليه الوجود الخارجي فهو:إمّا أن يقتضي الوجود لذاته، أي ينبعالوجود من ذاته، فهو «واجب الوجود».وإمّا يقتضي العدم لذاته، بمعنى أنّالعقل يمنع الوجود عنه، فهو «ممتنعالوجود».وأمّا لو كان الوجود والعدم بالنسبة إليهعلى حد سواء (أي لا يقتضي لا الوجود ولاالعدم بذاته) فحينئذ يحتاج اتصافه بأحدالأمرين، أعني: العدم والوجود إلى عاملخارجي حتماً، لكي يخرجه من حالة التوسطوالتساوي ويضفي عليه طابع الوجود أوالعدم، وهذا النوع هو ما اصطلح على تسميتهبـ «ممكن الوجود».وعندما نتصور الأشياء والظواهر الكونيةنجد أنّ العدم أو الوجود لم يكن جزءاً منماهيتها ولا عينها ولا مزروعاً فيها فيالأصل، فإذا وجدناها تلبس ثوب الوجود،فلابد أن يكون هناك عامل خارجي عن ذاتها هوالذي أسبغ عليها ذلك.. وهو الذي أخرجها منعالم المعدومات إلى حيز الموجودات، أوبالعكس.وهذا العامل الخارجي إن كان هو أيضاً علىغرار تلك الأشياء في كونها ممكنة الوجودإذن لاحتاج إلى عامل خارجي آخر يضفي عليهحلة الوجود ويطرد عن ساحته صفة العدم.