نحن ومؤلّف تفسير المنار
وفي ختام هذا البحث يجدر بنا أن نلفت نظرالقارئ الكريم إلى طائفة من التعاريفللعبادة، ونذكر بعض ما فيها من الضعف:1. قال في المنار: العبادة ضرب من الخضوع،بالغ حد النهاية، ناشئ عن استشعار القلبعظمة المعبود لا يعرف منشؤها واعتقادهبسلطة لا يدرك كنهها وماهيتها.(1)وهذا التعريف لا يخلو عن قصور، إذ بعضمصاديق العبادة، لا تكون خضوعاً شديداً،ولا يكون بالغاً حد النهاية كبعض الصلواتالفاقدة للخشوع، ثم ربما يكون خضوع العاشقأمام معشوقته والجندي أمام آمره، أشدَّخضوعاً مما يفعله كثير من المؤمنين باللّهتجاه ربّهم في مقام الدعاء والصلاةوالعبادة، ومع ذلك لا يقال لخضوعهما بأنّهعبادة، في حين يكون خضوع المؤمنين تجاهربهم عبادة وإن كان أخف من الخضوع الأوّل.نعم لقد ذكر هذا المؤلف نفسه ـ في حناياكلامه ـ ما يمكن أن يكون معرّفاً صحيحاًللعبادة ومتفقاً ـ في محتواه ـ مع ما قلناهحيث قال:للعبادة صور كثيرة في كل دين من الأديانشرِّعت لتذكير الإنسان بذلك1. تفسير المنار: 1/57.