وقد تفسر فطرية الإيمان باللّه بنحو آخرإذ يقال: يكمن في قرارة كل إنسان عشقللكمال والخير المطلق لم يزل ولا يزاليدفع الإنسان إليه.فإذا ما وجد الإنسان في نفسه ميلاً شديداًإلى العلم أو إلى الأخلاق أو الفنوالجمال، فإنّ هذا الميل إنّما هو شعبةنابعة من ذلك العشق للكمال، وإشعاعة منإشعاعاته.إنّ أوضح دليل على وجود مثل هذا العشقللكمال المطلق في باطن البشر هو أنّ أيكمال مادي لا يروي عطش الإنسان ولا يطفئظمأه.فها هو الإنسان يسعى جهده ليبلغ إلى مايريده من المناصب الرفيعة، ويظل يطمح إلىما هو أعلى وأعلى حتى إذا نال ما أراد،فكّر في أن يسخّر قمة أعلى ممّا نالهوكلّما ازداد رقياً ازداد عطشاً وظمأوطموحاً أكثر فأكثر.كل هذا ـ لو تأملنا ـ دليل واضح على أنّللإنسان ضالة ينشدها أبداً،