الوهابيون وطلب الشفاعة - مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وبالجملة فإنّ تحقق الشفاعة منهم يحتاجإلى وجود أمرين:
1. أن يكون الشفيع مأذوناً في الشفاعة.
2. أن يكون المشفوع له مرضياً عند اللّه.
فلو قال مسلم لصالح من الصالحين: (اشفع ليعند اللّه)، فإنّه لا يفعل ذلك إلاّ معالتوجّه إلى كونه مشروطاً بالشرطينالمذكورين.
ثانياً: أنّ المشركين كانوا يعبدونالأصنام مضافاً إلى استشفاعهم بها، بحيثكانوا يجعلون استجابة دعوتهم واستشفاعهمعوضاً عما كانوا يقومون به من عبادة لها،بخلاف أهل التوحيد فإنّهم لا يعبدون غيراللّه طرفة عين أبداً.
وأمّا استشفاعهم بأُولئك الشفعاء فليسإلاّ بمعنى الاستفادة من المقام المحمودالذي أعطاه اللّه سبحانه لنبيّه في الموردالذي يأذن فيه اللّه، فقياس استشفاعالمؤمنين بما يفعله المشركون ليس إلاّمغالطة. وقد مر غير مرّة أنّه لو كانالملاك التشابه الظاهري للزم أن نعتبرالطواف بالكعبة المشرفة، واستلام الحجر،والسعي بين الصفا والمروة، موجباً للشركوعبادة للحجر.
الوهابيون وطلب الشفاعة
إنّ الوهابيّين يعتبرون مطلق طلب الشفاعةشركاً وعبادة، ويظنون أنّ القرآن لم يصفالوثنيين بالشرك إلاّ لطلبهم الشفاعة منأصنامهم كما يقول سبحانه: (وَيَعْبُدُونَمِنْ دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِشُفَعَاؤُنَا عِندَاللّهِ).(1).