إنّ جميع الأنظمة البديعة الحاكمة علىعالم الكون، والسنن السائدة على النجوم،ثابتتها وسيارتها، والأنواع المختلفة منالموجودات التي تعيش على الأرض.كل ذلك من الدلائل والآيات الآفاقية علىوجود اللّه تعالى.كما أنّ الأنظمة العجيبة المعقدة الحاكمةفي وجود البشر وتكوينه وخلقته منذ نشوئهفي رحم الأُم حتى موته أدلة وآيات أنفسيةعلى وجود اللّه سبحانه.والنظر إلى هذه الدلائل و الآيات فيالآفاق والأنفس يقود كل عاقل منصف إلىالإذعان بوجود اللّه، والاعتراف به.وهذا هو ما تقصده الآية المطروحة هنا.إلى هنا تم الاستدلال بصدر الآية علىوجوده سبحانه عن طريق آياته الآفاقية،الأنفسية، وبقي الكلام في ذيل الآية، أعنيقوله: (أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ)،فيمكن أن يكون إشارة إلى برهان آخر تسمّيهالفلاسفة ببرهان «الصديقين» و ننقلكلاماً لابن سينا في المقام.