النظرية الأُولى(1)
قال أصحاب هذه النظرية: إنّ المراد منالتسبيح هو «التسبيح التكويني» بمعنى أنّوجود كل موجود حادث يشهد ـ بحدوثه ـ أنّ لهصانعاً خالقاً حتى أنّ وجود المادي الملحدالمنكر للّه بلسانه، هو أيضاً، يشهد بوجودالخالق الصانع.بيد أنّ هذا الرأي ـ رغم صحته واستقامتهفي حد نفسه ـ لا يمكن أن يكون تفسيراًصحيحاً ومقبولاً للتسبيح، لما قلناه منانطواء التسبيح على معنى (التنزيه)والتقديس من العيوب والنقائص، ولا ربطلدلالة الموجودات على وجود خالق لهابمسألة «التنزيه» و «التقديس» عن العيبوالنقص والشريك.النظرية الثانية
وتقول هذه النظرية: إنّ المقصود منالتسبيح هو «الخضوع التكويني» الذي يبديهكل واحد من الموجودات الكونية تجاه مشيئةاللّه وأمره، إذ نحن نلمس بالوجدان كيفيخضع كل الوجود بلا استثناء أمام الإرادةالإلهية، سواء أكان في تقبل الوجود، أم فياتّباع السنن الطبيعية التي قررهاوأرساها اللّه في عالم الكون.1. هذه النظرية إجمال ما سيوافيك فيالنظرية الثالثة، ولعل مراد من فسرالتسبيح بما في هذه النظرية، هو ما سيأتيفي ثالثتها من أنّ العالم كما يدل على وجودخالقه يدل على صفاته من توحيده وعلمه و...وعلى ذلك تتحد النظريتان.