إنّ بعض المفسرين ـ وإن قال بأنّ المرادمن لفظة (ما) في قوله تعالى: (مَا فِيالسَّموَاتِ)هو الموجودات العاقلةالمدركة الشاعرة كالإنسان والملائكة التيتقدّس الباري، وتنزّهه بكامل شعورهاوإدراكها ووعيها ـ ولكن كثيراً منالمفسرين لم يرتضوا هذا الرأي وقالوا:بأنّ المقصود من (ما) هو مطلق الموجودات(عاقلة وغير عاقلة، مدركة وغير مدركة)وظاهر الآية يؤيد هذا الرأي، إذ أنّ لفظة(ما) تستعمل عادة في مطلق الموجودات علىعكس (من) التي تطلق ـ في الأغلب ـ على أصحابالعقل والإدراك.أضف إلى ذلك أنّ الآية الدالة على سجودالموجودات غير العاقلة لا تختص بالآياتالتي وردت فيها لفظة (ما)، بل كان هناك لفيفمن الآيات ذكر فيها تسبيح الطير والجبالوالرعد.وعلى ذلك فالتوجيه المزبور لو صح لتم فيالقسم الأوّل من الآيات لا في القسمالثاني.