إذا افترضنا أنّ للكون خالقين وأنّالعالم مخلوق لإلهين، فإنّه لا بد أن نقولـ وبحكم كونهما اثنين ـ أنّهما يختلفان عنبعض في جهة أو جهات، وإلاّ لما صحتالاثنينية والتعدد أي لما صح ـ حينئذ ـ أنيكونا اثنين دون أن يكون بينهما أي نوع منالاختلاف.ومن المعلوم أنّ الاختلاف في الذات سببللاختلاف في طريقة التدبير والإرادة بينالمختلفين ذاتاً.فإذا كان تدبير العالم العلوي ـ مثلاً ـمن تدبير واحد من الإلهين وتدبير العالمالسفلي من تدبير إله آخر، فإنّ من الحتميأن ينفصم الترابط بين نظامي