النظرية الثالثة - مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فهذه الطاعة المطلقة أزاء تلك الإرادةالإلهية العليا، وهذا الانصياع لتلكمالسنن الإلهية هو «تسبيح الموجودات» ليسغير.
ثم يستدل أصحاب هذا الرأي على تسليم جميعالموجودات تجاه الإرادة الإلهية النافذةبآيات، مثل قوله تعالى:
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَدُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَاأَتَيْنَا طَائِعِينَ)(1).
وبناء على هذه النظرية فإنّ جميع الآياتالتي نسب فيها «السجود» والخضوع إلى كل مافي السماوات والأرض، يمكن أن تكون مؤيدةللرأي المذكور.
ولكنّنا نتصور أنّ هذا الرأي غير صحيح هوأيضاً، ذلك لأنّ مسألة «خضوع» الوجودبأسره وبكل أجزائه، وتسليمه للسننوالقوانين الإلهية لا يرتبط بمسألة تنزيهاللّه، وتقديسه تعالى من العيب والنقصوالشرك، وينبغي أن لا نخلط بين هذينالموضوعين، وإن كان كل منهما صحيحاًوصائباً في حد ذاته.
النظرية الثالثة
ذهب كثير من المفسرين إلى تفسير تسبيحعموم الموجودات على النحو الآتي، إذقالوا:
إنّّ النظام العجيب المستخدم في تكوين كلواحد من هذه الموجودات والدقة المتناهيةفي هذا النظام دليل على «قدرة» عليا و«حكمة» و «علم» مطلقين لصانعها وخالقها.