عندما نجد الشعور الديني منتشراً وسائداًفي كل مكان وكل صقع من هذا العالم، وفي كلعصر من عصور التاريخ البشري، فإنّ منالبديهي أن نستنتج أنّ هذا الشعور نداءباطني فطري لا محرك له سوى الفطرة، ولامقتضي له سوى الجبلة.لأنّه لو كان للظروف الجغرافية أوالعوامل الأُخرى دخل في نشوء هذا الشعور،لوجب أن يوجد في مكان دون مكان، ولدى شعبدون شعب، ولدى طبقة خاصة دون أُخرى.وبتعبير آخر لوجب أن يكون هذا الشعور لدىمن تتوفر لديه الظروف الجغرافية أوالسياسية أو الاقتصادية الخاصة دون من لاتتوفر فيه تلكم الخصوصيات. في حين أنّالأمر على العكس من هذا تماماً، فالشعورالديني موجود في جميع المناطق ولدى جميعالشعوب وفي جميع أدوار التاريخ البشريالطويل.. وهذا هو بالذات شأن كل ما لا يخضعلتأثير العوامل الخارجية.. وبالتالي شأنكل أمر فطري.وفي هذا الصدد يقول «بلورتاك» المؤرخالإغريقي الشهير منذ نحو من ألفي سنة: