مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 135
نمايش فراداده

أمر المعاد، وبعث الإنسان والحياة أيضاً.

ولك أن تراجع في هذا الصدد تفسير قولهسبحانه:

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّأَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَأَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِنْلِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْأَرْبَعَةً مِنَ الْطَّيْرِ فَصُرْهُنَّإِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّجَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّادْعُهُنَّ يَأْتِيَنَكَ سَعْياًوَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌحَكِيمٌ).(1)

كل هذا مضافاً إلى أنّ بحث إبراهيموتحقيقه تم في حين كان قومه مشركين يعبدونتلك الكواكب والنجوم، فهو كان فيهم وكانوامعه، وحيث إنّ أحد أهدافه (عليه السلام) فيهذا التحقيق كان إرشاد قومه وهدايتهم إلىطريق الحق والصواب، وذلك يقتضي أن يقبلالموجّه والمرشد الفكرة الباطلة بنحوموقت ثم يعمد إلى إبطالها بالدليل وإقامةالبرهان، لذلك لم يكن بد لإبراهيم مناتخاذ هذا الاسلوب المعقول والمنطقي فيالإرشاد والهداية والتوجيه.

5. الظاهر أنّ الآيات المبحوثة تفيد أنإبراهيم (عليه السلام) قام بجميع مراحلبحثه ـ المذكورة في الآيات ـ تباعاً وفيموقف واحد بحيث طلع القمر على أثر أُفولالنجم، وطلعت الشمس على أثر غياب القمر.

ومثل هذا الفرض أي ملازمة طلوع القمر معأُفول النجم يحصل ـ في الأكثر ـ مع كونالنجم المذكور هو الزهرة.

لأنّ كوكب الزهرة ـ نظراً لضيق مداره ـ لايمكن أن يبتعد عن الشمس أكثر من 47 درجة،ولهذا فهو يلازم الشمس دائماً، وقد يظهرفي السماء قبل طلوع الشمس، ولكن لا يلبث أنيختفي بعيد طلوع الشمس، وقد يظهر بعد غروب

1. البقرة: 260.