الشمس في جهة المغرب ولا يلبث أن يغيب منالأُفق بسرعة.
فعلى هذا يقارن غروب الزهرة طلوع القمر فيالنصف الثاني من الشهر في الليالي 17 و 18 و19.
لأجل هذا لا يستبعد أن يكون المرادبالكوكب المذكور في الآية هو كوكبالزهرة(1).
ذلك مضافاً إلى أنّ الصابئة الذين كانوايقطنون في العراق وكان النبي إبراهيم يعيشبينهم كانوا ينسبون تدبير الظواهروالحوادث الأرضية إلى السيارات السبع(ومنها الزهرة) وكانوا يحترمون هذهالكواكب فقط دون بقية الكواكب، هذا علىالعكس من الهندوس الذين كانوا ينسبونتدبير الموجودات والوقائع الأرضية إلىالثوابت من الكواكب ويحترمونها خاصة.
6. تكشف آية: (إِنِّي وَجَّهْْتُ وَجْهِيَلِلَّذِي فَطَرَ السَّموَاتِ وَالأرْضِ)عن أنّ مسألة خالقية اللّه لم تكن موضع بحثوحوار بين إبراهيم وقومه. فهو وقومه ـأيضاً ـ كانوا يعتقدون بأنّه لا خالقللكون غير اللّه، بل كان البحث والجدليدور حول من هو «مدبّر» الظواهر والحوادثالأرضية؟
هل هو اللّه الخالق؟
أم أنّ بعض أُمور تدبير الموجوداتالأرضية قد فوض إلى بعض المخلوقات
1. وقد أثر عن أئمّة أهل البيت (عليهمالسَّلام) أنّ هذا الكوكب كان الزهرة، منذلك قول الإمام علي بن موسى الرضا (عليهالسلام): أنّ إبراهيم (عليه السلام) وقع إلىثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبدالقمر وصنف يعبد الشمس، فلما رأى الزهرةقال هذا ربي على الاستنكار والاستخبارفلما أفل الكوكب قال: لا أحب الآفلين، لأنّالأُفول من صفات المحدث لا من صفات القديم. راجع توحيد الصدوق: 74 ـ 75.