مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 168
نمايش فراداده

إنّما المقصود من المصادفة ـ عندالماديين وفي منطقهم ـ هو أن تتسبب سلسلةمن التفاعلات الطويلة والحركات المتتاليةفي ظهور ظاهرة أو ظواهر منظمة، دون أن يكونوراء ذلك أيُّ تخطيط وأيّة محاسبة، ودونأن يكون وراء ذلك أيُّ موجد منظم ومخطط،كأن يلعب طفل بآلة كاتبة ـ طويلاً ـ حتىتظهر قصيدة منظمة، أو تنحدر صخرة وتسقطعدة مرّات من فوق جبل، وتتحول فجأة ـ وبعداصطدامها المكرر بالصخور ـ إلى تمثالإنسان معين، وهكذا.

هذا هو رأي الماديين حول وجود الكون وظهورالنظام الكوني، ولكن برهان محاسبةالاحتمالات الذي سندرسه في هذا الفصل يبطلوجود الكون المنظم عن طريق المصادفة،وإليك توضيح ذلك.

ظاهرة الحياة

سواء اعتبرنا الحياة ظاهرة مادية مائةبالمائة وأثراً كيمياوياً لتفاعلاتالمادة، أم اعتبرناها ظاهرة مجرّدة،فإنّه لابد من الإذعان ـ حتماً ـ بأن تحقّقالحياة في هذه الكرة أو في غيرها من الكراتيحتاج إلى عوامل وشرائط كثيرة، حتى يتسنّىأنّ تتحقق الحياة على الأرض بسببها، ومنالمعلوم أنّ اجتماع هذه الشرائط والعواملالكثيرة، بمحض المصادفة بعيد إلى درجةأنّه لا يمكن عدّه في عداد الاحتمالاتالمعقولة، والعقلائية.

وعندما يلزم، لتحقق ظاهرة مادية منالظواهر، توفر عوامل متعددة فإنّ كل عاملمن هذه العوامل سيكون جزءاً من العلة،يستوجب وجوده وجود الظاهرة، وفقدانهفقدانها، قطعاً.

وبالنسبة إلى ظاهرة الحياة فإنّ عددالعوامل والظروف الموجبة لتحققها على