ليس المقصود من المصادفة هو بروز حادثةوظاهرة معينة دون علّة خارجية، لأنّ هذاالتفسير للتصادف يتنافى مع قانون العليةالذي يقرّ به ويعترف كل العلماء فيالعالم، فليس بين العلماء والفلاسفة منينكر قانون العلية هذا، اللّهم إلاّ«هيوم» الفيلسوف الانجليزي المعروف، علىأنّه إنّما أنكر هذا القانون الكلّـي لأجلأنّه أراد أن يثبته عن طريق التجربة، وكانيرى التجربة أعجز من أن تثبت أصالة لهذاالقانون.أمّا لماذا كان يرى أنّ التجربة أعجز منأن تثبت ذلك فلسنا بصدده الآن. ولو كانهيوم مطّلعاً على القوانين والمقدماتالفلسفية لهذا الأصل، لما كان يحدث له أيشك في ذلك.