مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 207
نمايش فراداده

تتضمن حجرات خاصة وبيضاً خاصاً، كماتتضمن الأثر العجيب الذي لتغيير الغذاء.وهذا يتطلب الانتظار والتمييز وتطبيقاكتشاف أثر الغذاء»(1).

ويقول كريسي موريسون عن النحلة في موضعآخر من كتابه:

«والنحلة تجد خليتها مهما طمست الريح فيهبوبها على الأعشاب والأشجار كل ذلك دليليرى، وحاسة العودة إلى الوطن هذه هي ضعيفةفي الإنسان، ولكنه يكمل عتاده القليل منها[ويصل إلى مقصده] بأدوات الملاحة»(2).

ومن المعلوم أنّ هذه الأعمال المقصودةالدقيقة التي تقوم بها حشرة النحل دون أنتخطىء أو تضل عن طريقها لو كانت بدافعالغريزة، وتحت تأثير الجبلة والخلقة لماحسن أن يقول اللّه: (وأوحى)، والوحي كمانعلم نوع من التوجيه المباشر الإلهيللمخلوق الحي، ونوع من الخطاب الصادر منجانب اللّه إلى الموحى إليه.

ويدل على ما قلناه توجيه الخطاب إلى النحلبقوله: اتخذي، وكلي، واسلكي.

إنّ ما تفعله هذه الحشرة الذكية وكلّالحشرات المثيلة لها كالنمل ـ مثلاً ـ خيردليل على وجود هاد لها، يوحي إليها مايوحي، ويهديها إلى سبل حياتها.

فها هو القرآن الكريم يتحدث لنا عن النملفي قصة مواجهتها لعرش سليمان بما يكشف لناعن فطنة هذه الحشرة، الكاشفة هي بدورها عن«الهداية العليا» التي تحيط هذه الحشرةبالعناية والرعاية.

1. العلم يدعو للإيمان: 114 ـ 118.

2. العلم يدعو للإيمان: 114 ـ 118.