مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ويلاحظ أنّها قبل أن تمتص الزهور تقومبعملية انتخاب وتفتيش عن الزهرة المناسبةلها، وهذا ـ كما نرى ـ لا يصدر إلاّ منموجود ملهم، موحى إليه، موجَّه بتوجيهأعلى، لأنّ في أعمالها ما يتجلّـى منهالقصد والهدفية، وهذا من خصائص «الإلهام»ليس إلاّ.ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى:(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).يقول العلامة كريسي موريسون حول عجائب ماتفعله نحلة العسل:«إنّ العاملات من نحل العسل تصنع حجراتمختلفات الأحجام في المشط الذي يستخدم فيالتربية، وتعد الحجرات الصغيرات للعمال،والأكبر منها لليعاسيب (أي الذكر من النحل)وتعد غرفة خاصة للملكات الحوامل، والنحلةالملكة تضع بيضاً غير مخصب في الخلاياالمخصصة للذكور وبيضاً مخصباً في الحجراتالصحية المعدة للعاملات الإناث والملكاتالمنتظرات.والعاملات اللائي هي إناث معدلات بعد أنانتظرن طويلاً مجيء الجيل الجديد، تهيّأنأيضاً لإعداد الغذاء للنحل الصغيرة بمضغالعسل واللقح، ومقدمات هضمه ثم ينقطعن عنعملية المضغ ومقدمات الهضم عند مرحلةمعينة من تطور الذكور الإناث ولا يغذينسوى العسل واللقح، والإناث اللائي يعالجنعلى هذا الشكل يصبحن عاملات فيما بعد.أمّا الإناث اللائي في حجرات الملكة فإنّالتغذية بالمضغ ومقدمات الهضم تستمرعندهن، وهؤلاء اللائي يعاملن هذهالمعاملة الخاصة يتطورن إلى ملكات نحل،وهن وحدهن اللائي ينتجن بيضاً مخصباً،وعملية تكرار الإنتاج هذه