مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 226
نمايش فراداده

وبتعبير آخر: انّ علامة هذا الخضوع الكونيالشامل هو: سيادة الإرادة الواحدة علىالكون برمّته واتّباع كلّ أجزاء هذاالعالم لتلك الإرادة العليا الواحدة دونمقاومة، أو تمرّد، ودون طغيان أو تردّد.

وبناء على هذا لا يمكن تصور أي نوع من«الإكراه والكراهية» في السجود بهذاالمعنى ونعني به: الإطاعة المطلقة للأرادةالإلهية النافذة في مجال التكوين.

إذ «الإكراه» إنّما يتصور عندما يملكالشيء إرادة واختياراً من نفسه، ليتمكن منمعاندة المكره ومقاومته، ومخالفة أمره فيحين لا يملك أي واحد من هذه الكائنات«وجوده» دون الاستناد إلى اللّه، فكيفيمكن لها ـ والحال هذه ـ أن تخالف مشيئةاللّه، ويصدق عليها أنَّها مكرهة فيسجودها أمام العظمة الإلهية، وخضوعهاأمام المشيئة الربانية؟

السجود الطوعي والإكراهي

إذا كان معنى السجود هو خضوع الموجود أمامإرادة اللّه ومشيئته، فلا معنى لتقسيمهإلى الطوعي والإجباري مع أنّا نرى القرآنالكريم يثبت للإنسان ولغيره من ذوي العقولنوعين من السجود إذ يقول:

(وَللّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّموَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً).(1)

سجود عن طواعية ورغبة.

وسجود عن كراهية وإجبار.

وفي هذه الصورة لابد أن نختار لهذينالنوعين من السجود معنى آخر غير

1. الرعد: 15.