مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 243
نمايش فراداده

وكان هذا النداء التطميني (أو التحذيري)من تلك النملة، نداء حقيقياً، واقعياً،ولا يمكن أن نحمله على معنى مجازي، وندعيبأنّ ما قالته النملة كان بلسان «الحال»،وذلك لأنّ سليمان تبسّم على أثر سماعه ذلكالنداء، ودعا ربّه أن يوفقه للشكر على ماوهبه وأنعم عليه وعلى والديه، إذ يقولالقرآن:

(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا(1)وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَنِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمتَ عَلَيَّوَعَلَى وَالِدَيَّ).(2)

2. انّ في القرآن قصة عن الهدهد تكشف عنشعور خاص لدى هذا الطائر، بحيث يمكنللهدهد أن يميز بواسطته: الموحد عن المشركوبحيث كان سليمان يبعثه في إنجاز مهاممعينة تحتاج إلى الشعور وتتطلب العلموالفهم.

وإليك هذه القصة بلسان القرآن نفسه:

(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَلا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَالْغَائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُعَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُأَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَان مُبِين *فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيد فَقَالَ أَحَطْتُبِمَا لَم تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْسَبَإ بِنَبَإ يَقِين * إِنِّي وَجَدْتُّامْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْمِنْ كُلِّ شَيء وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *وَجَدْتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَلِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللّهِ وَزَيَّنَلَهُمُ الْشَّيْطَانُ أعْمَالَهُمْفَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لايَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا للّهِالَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِيالسَّمواتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَاتُخُفْونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللّهُ لاإِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِالْعَظِيم * قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَأَمْ كُنْتَ

1. إنّ في لفظة «قولها» دلالة على أنّنداءها لم يكن بلسان الحال، بل كانبالكلام والقول الذي ينطلق من شعور وادراك.

2. النمل: 19.