مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِكِتَابِيهَذا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّتَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَايَرجِعُونَ).(1)ألا يدل فعل هذا الطائر ـ العجيب ـ الذييدرك كل الأُمور الدقيقة، ويخبر عنها بدقةوأمانة، ويمتثل لأُوامر سيده سليمان علىأحسن وجه.أقول: ألا يدل كل هذا على أنّ هذا الطائريتمتع بشعور خاص وإدراك مخصوص هو الذيأهّله لتحمّل تلك المسؤولية الكبيرةالدقيقة؟3. يعد القرآن من مفاخر سليمان: علمه بمنطقالطير،وهذا يكشف عن وجود منطق خاص للطيركاشف عن شعوره بما يقول، إذ قال:(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَيَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَامَنْطِقَ الطَّيْرِ).(2)كما أنّ القرآن يخبرنا بأنّ سليمان ألّفجيشاً ضخماً من الإنسان والجن والطير،وكانت جميعها تحت أمره، ورهن إرادته،وإشارته:(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَالْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ).(3)وهكذا يستفاد من مجموع هذه الآيات أنّالطيور والنمل تتمتع بنوع خاص من الوعيوالشعور، وأنّه لو أُتيح للإنسان أن يحكمعلى الكون كله، لاستطاع أن يتحدث معهاويعرف حديثها، وأن يستفيد منها في إرساءالنظام التوحيدي وتقوية دعائمه، وتحطيممظاهر الشرك والوثنية وتقويض قواعدها،كما استفاد سليمان من الهدهد ذلك الأمر،والظاهر أنّه لا خصوصية للمورد.