مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 26
نمايش فراداده

هزيمة التكنولوجيا والحياة الآلية

في التحوّل العلمي الأخير للغرب انطلقالمكتشفون والمخترعون يعدون العالمالبشري بأنّه لو تم لهم اكتشاف الضوابطوالسنن المتحكمة في دنيا المادة، ولو تملهم الوقوف والاطّلاع على العلاقاتالسائدة بين الظواهر الطبيعية وبالتاليلو أمكنهم أن يكبحوا جماح غول الجهل الذييطارد البشرية دونما رحمة.

لو تم لهم كل ذلك لاستطاع البشر أن يحصلواعلى «المدينة الفاضلة» التي وعد بهاإفلاطون، بل لاستطاعوا أن يحصلوا علىالجنّة التي طالما تحدث عنها الأنبياء،وأخبر بها الرسل!! ولم يعد بعد ذلك أيّةحاجة إلى الدين والتعاليم الدينية!!فالتقدّم العلمي والتكنولوجي وحده كفيلبأن يحقق للإنسانية ما يليق بها من العزةوالكرامة والسعادة!!

هذا ما كان يتحدّث عنه.

بيد أنّه الحوادث المريعة التي شهدتهاأوائل وأواسط القرن الأخير والتي بلغتذروتها في الحربين العالميتين اللتين كانمجموع ضحاياهما ما يزيد عن المائة مليونإنسان ما بين قتيل وجريح ومفقود الأثر.

هذه الحوادث أفرغت اليأس في قلوب كلأُولئك المتشدّقين وفنّدت مزاعمهم،وأثبتت بقوّة بأنّ عهد الدين لم يول بعد،وأنّ الحاجة إلى التعاليم