مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 31
نمايش فراداده

تلك التغيّـرات والتحوّلات.

أمراً واحداً بالغ البشر في حفظه وصيانتهوتوسيع دائرته ألا وهو: موضوع «الدين»،والإيمان بما وراء المادة الذي لم يعرففيه مللاً ولا فتوراً ولا إعراضاً.

هذا القدم في الوجود وهذه الأصالة كاشفةولا شك عن أنّ «التديّن» والدين يعتبر منالعناصر التي تؤلِّف ذات الإنسان وتعد منغرائزه الأصيلة وحاجاته الروحية والنفسيةالتي كانت لا تزال معه بحيث لم تتسلل إليهايد التغيير والتبديل.

يقول «ويل دورانت» المؤرّخ المعاصر:

صحيح أنّ بعض الشعوب البدائية ليس لهاديانة على الظاهر فبعض قبائل الأقزام فيإفريقية لم يكن لهم عقائد أو شعائر دينيةعلى الإطلاق، إلاّ أنّ هذه الحالات نادرةالوقوع ولا يزال الاعتقاد القديم بأنّالدين ظاهرة تعم البشر جميعاً اعتقاداًسليماً وهذه في رأي الفيلسوف حقيقة منالحقائق التاريخية والنفسية.

ثم يقول:

إنّ الفيلسوف معني بمسألة العقيدةالدينية من حيث قدم ظهورها ودوام وجودها(1).

ويقول العالم الاجتماعي المعروف «صموئيلكونيك» في بعض كلماته حول جذور الدين فيالأسلاف من البشر:

إنّ أسلاف البشر المعاصر ـ كما تشهدآثارهم التى حصل عليها في

1. قصة الحضارة: 1/99.