مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أن يستفيد من هذا الكنز العظيم الزاخربالعبر والدروس.ومن أجل ذلك راح الأنبياء العظاموالمصلحون العالميون، والحكماءوالفلاسفة، ومن ورائهم المربونالاجتماعيون وأساتذة الأخلاق،والنفسانيون وغيرهم يلفتون نظر المجتمعاتالبشرية إلى «تاريخ الأسلاف» ويدعونهمإلى قراءته واستلهام الدروس منه، وراح كلواحد من هذه الطوائف التي ذكرنا يستفيد منهذا الكنز العظيم، أعني: التاريخ البشري،ما أمكنه لإنجاح مهمته، وأهدافه لما فيالتاريخ من أدلة وشواهد لما يقولون.إنّ تصفح مثل هذا التاريخ ومطالعة حياةالأقوام والشعوب السالفة وعلل ظهورالحضارات «الواحدة والعشرين»(1) وأرضياتهاوأُسسها، وسيلة مطمئنة للباحث الذي يريدالاطلاع على جذور التديّن في قلوب البشروفي تاريخه الطويل.فالمتصفح في التاريخ البشري الطويل يرىكيف أنّ البشر اختار ـ طوال آلاف السنينوخلال هذه الحضارات المتنوعة ـ عشراتالمناهج والأساليب لحياته، ولكنّه سرعانما كان ينبذها ويحذفها من حياته تماماً.لقد كان البشر ولا يزال طالباً للجديد،وخاضعاً لسنة التطور والتحول والتغيرففيما هو يوجد لنفسه ولحياته، أو يختار،برامج وأساليب جديدة لنظامه نجده من جانبآخر يلغي أُموراً ـ تبعاً للعواملالطبيعية والظروف المحيطية والعنصرية ـطالما دافع عنها وأحبها إلى درجة بذلالنفس في سبيلها.لكنَّ هناك أمراً واحداً بقي ثابتاً لايتغير في قاموس الحياة البشرية، رغم كل