مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 397
نمايش فراداده

وإلى هذا الشق أشار بقوله: في الآيةالثانية: (إذَنْ لَذَهَبْ كُلُّ إِلهبِمَا خَلَقَ).

3. أن يتفضّل أحد هذه الآلهة على البقيةويكون حاكماً عليهم ويوحّد جهودهم،وأعمالهم ويسبغ عليها الانسجام والاتحاد،وعندئذ يكون الإله الحقيقي هو هذا الحاكمدون الباقي.

وإلى هذا يشير قوله سبحانه: (وَلَعَلابَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض) فتلخّص أنّالآيتين بمجموعهما تشيران إلى برهان واحدذي شقوق تتكفل كل واحدة منهما بيان شق خاص.

ثمّ إنّ العلاّمة الطباطبائي اعتبر فيتفسيره القيم ـ الميزان ـ الآية الثانيةبرهاناً مستقلاً عن الآية الأُولى وجعل كلجملة منها مشيرة إلى برهان خاص، وإليكتوضيح ما أفاده في كتابه:

توضيح البرهان الأوّل

إذا افترضنا أنّ للكون خالقين وأنّالعالم مخلوق لإلهين، فإنّه لا بد أن نقولـ وبحكم كونهما اثنين ـ أنّهما يختلفان عنبعض في جهة أو جهات، وإلاّ لما صحتالاثنينية والتعدد أي لما صح ـ حينئذ ـ أنيكونا اثنين دون أن يكون بينهما أي نوع منالاختلاف.

ومن المعلوم أنّ الاختلاف في الذات سببللاختلاف في طريقة التدبير والإرادة بينالمختلفين ذاتاً.

فإذا كان تدبير العالم العلوي ـ مثلاً ـمن تدبير واحد من الإلهين وتدبير العالمالسفلي من تدبير إله آخر، فإنّ من الحتميأن ينفصم الترابط بين نظامي