مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 428
نمايش فراداده

(ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً *أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَعَلَيَّ)(1)، فأخبر إبليس أنّ امتناعه منالسجود لأجل ما كان من تفضيل اللّهوتكرمته بأمره إيّاه بالسجود له، ولو كانالأمر بالسجود له على أنّه نصب قبلةللساجدين من غير تكرمة له ولا فضيلة لماكان لآدم في ذلك حظ ولا فضيلة تحسد كالكعبةالمنصوبة للقبلة.(2)

وعلى هذا فمفهوم الآية هو أنّ الملائكةسجدوا لآدم بأمر اللّه سجوداً واقعياً،وانّ آدم أصبح مسجوداً للملائكة بأمراللّه، وهنا أظهر الملائكة من أنفسهم غايةالخضوع أمام آدم، ولكنهم ـ مع ذلك ـ لميكونوا ليعبدوه.

وما ربما يتصور من أنّ سجود الملائكة لماكان بأمره سبحانه صح سجودهم له، إنّماالكلام في الخضوع الذي لم يرد به أمر،فسيوافيك الجواب عن هذا الاحتمال الذييردّده كثير من الوهابيين في المقام.

2. انّ القرآن يصرح بأنّ أبوي يوسف وإخوتهسجدوا له، حيث قال:

(وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِوَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْويلُ رُؤيَايَ مِنْقَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبّي حَقّاً).(3)

ورؤياه التي يشير إليها القرآن في هذهالآية هو ما جاء في مطلع السورة:

(إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَكَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقمَرَرَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ).(4)

وقد تحققت هذه الرؤيا بعد سنوات طويلة فيسجود أخوة يوسف وأبويه

1. الإسراء: 61 ـ 62.

2. أحكام القرآن: 1/302.

3. يوسف: 100.

4. يوسف: 4.