مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
هو الخضوع له،لا السجود بمعناه الحقيقيوالمتعارف، ومعلوم أنّ مطلق الخضوع ليسعبادة، بل «غاية الخضوع» التي هي السجود،هي التي تكون عبادة.أو يمكن أن يتصوّر أنّ المقصود بالسجودلآدم هو جعله «قبلة» لا السجود له سجوداًحقيقياً.ولكن كلا التصوّرين باطلان.أمّا الأوّل فلأنّ تفسير السجود في الآيةبالخضوع خلاف الظاهر، والمتفاهم العرفيإذ المتبادر من هذه الكلمة ـ في اللغةوالعرف ـ هو الهيئة السجودية المتعارفة لاالخضوع، كما أنّ التصوّر الثاني هو أيضاًباطل، لأنّه تأويل بلا مصدر ولا دليل.هذا مضافاً إلى أنّ آدم (عليه السلام) لوكان قبلة للملائكة لما كان ثمة مجاللاعتراض الشيطان، إذ قال:(ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً).(1)لأنّه لا يلزم ـ أبداً ـ أن تكون القبلةأفضل من الساجد ليكون أي مجال لاعتراضه،بل اللازم هو: كون المسجود له أفضل منالساجد، في حين أنّ آدم لم يكن أفضل في نظرالشيطان منه، وهذا ممّا يدلّ على أنّالهدف هو السجود لآدم.يقول الجصاص: ومن الناس من يقول إنّالسجود كان للّه وآدم بمنزلة القبلة لهم،وليس هذا بشيء، لأنّه يوجب أن لا يكون فيذلك حظ من التفضيل والتكرمة، وظاهر ذلكيقتضي أن يكون آدم مفضلاً مكرماً، ويدلعلى أنّ الأمر بالسجود قد كان أراد بهتكرمة آدم (عليه السلام) وتفضيله، قولإبليس فيما حكى اللّه عنه: