مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 483
نمايش فراداده

شفاعتهم ومغفرتهم، ومعلوم ـ جيداً ـ أنّمالكية الشفاعة غير القول بوجود السلطةالتي يراد منها: السلطة على عالم التكوين.

إنّ الاعتقاد بالسلطة الغيبية الخارجة عنإطار السنن الطبيعية لا يوجب الاعتقادبالإلوهية.

إنّ السلطة على الكون بجميعه ـ فضلاً عنبعضه ـ إذا كانت بأقدار اللّه تعالى وبإذنمنه ـ فهي بنفسها ـ لا تلازم الإلوهية،فكما أنّ اللّه أعطى لآحاد الناس قدرةمحدودة في أُمورهم العادية، وفضل بعضهمعلى بعض في تلك القدرة، فكذلك لا مانع منأن يعطي لفرد أو أفراد من خيار عباده قدرةتامّة على جميع الكون، عادية أو غيرعادية، وذلك بنفسه لا يستلزم الإلوهية،والذي يمكن أن يقع عليه الكلام هو البحث عنوجود تلك القدرة وانّه سبحانه هل أعطى ذلكأو لا؟ والقرآن يصرح بذلك في عدة موارد،منها ما ورد في شأن يوسف (عليه السلام):

1. يوسفعليه السَّلام والسلطة الغيبية

أمر يوسف (عليه السلام) إخوته بأن يأخذواقميصه إلى أبيه ويلقوه على بصره ليرتدبصيراً، كما يقول القرآن الكريم في هذاالشأن:

(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَافَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِبَصِيراً).(1)

(فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُألْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّبَصِيراً).(2)

إنّ ظاهر الآية يعطي أنّ رجوع البصر إلىيعقوب كان بإرادة يوسف، وأنّه لم يكنفعلاً مباشراً للّه سبحانه، وإنّما فعل مافعله يوسف بقدرة مكتسبة منه سبحانه.

1. يوسف: 93.

2. يوسف: 96.