مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 50
نمايش فراداده

2. الفطرة هي الهادية إلى اللّه وليسالتعليم

يستيقظ الشعور الديني في باطن كل إنسان ـتماماً ـ كبقية الأحاسيس الباطنية دونمعلم ودون إرشاد أو توصية من أحد.

فكما يحس الإنسان باطنياً وذاتياً فيفترة من فترات حياته أو في كل الفترات بميلشديد إلى أُمور كالجاه أو الثروة أوالجمال أو الجنس وذلك تلقائياً ودون تعليممعلم، كذلك يستيقظ في باطنه «ميل إلىاللّه» وإحساس تلقائي يدفعه بدون إرادتهإلى التفتيش عنه، وهو إحساس يتعاظمويتزايد ويظهر ويتجلّـى أكثر فأكثر أثناءالبلوغ حتى أنّ علماء النفس يتفقون في أنّبين «ازمة البلوغ» و «القفزة المفاجئة فيالمشاعر الدينية» في الفرد ارتباطاًوتلازماً لا ينكر.

ففي هذه الأوقات نشاهد نهضة قوية،واندفاعة شديدة في الشعور الديني حتى عندأُولئك الذين كانوا قبل تلك الفترة غيرمكترثين بالدين وقضايا الإيمان.

ويبلغ الشعور الديني ذروته في سن السادسةعشرة حسب نظرية «استانلي هال».

وأمّا الأشخاص الذين سبق لهم أن تلقّواتربية دينية في عهد الطفولة، فلا توجدلديهم مثل تلك النهضة المفاجئة، بل يمتدالشعور الديني الموجود قبل البلوغ إلى ذلكالوقت دونما مفاجأة.

إنّ ظهور الميل المفاجئ إلى الدين و إلىاللّه ومسائل الإيمان دون تعليم أو توجيه،لهو أحد الدلائل القاطعة على فطرية هذاالأمر، وكون هذا الإحساس يظهر فطرياً شأنبقية الأحاسيس الإنسانية الفطريةالأُخرى.