إنماء ما أودع في بطن الأرض من بذر ومن ثمإنباته والوصول به إلى حد الكمال.
2. وإذا استعان بإنسان أو عامل طبيعي أوغير طبيعي مع الاعتقاد بأنّه مستقل فيوجوده، أو في فعله عن اللّه فلا شك أنّ ذاكالاعتقاد يصير شركاً والاستعانة معهعبادة.
فإذا استعان زارع بالعوامل المذكورة وهويعتقد بأنّها مستقلّة في تأثيرها، أوأنّها مستقلة في وجودها، ومادتها كما فيفعلها وقدرتها فالاعتقاد شرك والطلبعبادة.
إنّ مؤلف المنار تصوّر أنّ حد التوحيد هو:أن نستعين بقدرتنا ونتعاون فيما بيننا ـفي الدرجة الأُولى ـ ثم نفوّض بقية الأمرإلى اللّه القادر على كل شيء، ونطلب منه ـلا من سواه ـ ويقول في ذلك:
يجب علينا أن نقوم بما في استطاعتنا منذلك ونبذل لإتقان أعمالنا كل ما نستطيع منحول وقوة وأن نتعاون، ويساعد بعضنا بعضاً،ونفوض الأمر فيما وراء كسبنا إلى القادرعلى كل شيء ونلجأ إليه وحده، ونطلبالمعونة للعمل والموصل لثمرته منه سبحانهدون سواه(1).
إذ صحيح أنّنا يجب أن نستفيد من قدرتنا،أو من العوامل الطبيعية المادية ولكن يجببالضرورة أن لا نعتقد لها بأية أصالة وغنىواستقلال وإلاّ خرجنا عن حدود التوحيد.
1. تفسير المنار: 1/59.