مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 566
نمايش فراداده

داخرين»(1).

وإنا لنطلب من القارئ الكريم أن يراجعبنفسه مادة الدعوة في المعجم المفهرس،فسيرى ورود مضمون واحد تارة بلفظ العبادة،وأُخرى بلفظ الدعاء والدعوة.

وهذا هو أوضح دليل على أنّ المقصود منالدعوة في الآيات المذكورة (في مطلع هذاالفصل) هو العبادة وليس مطلق النداء.

هذا والقارئ الكريم إذا درس مجموع الآياتالتي ورد فيها لفظ الدعوة وأُريد منهالقسم الملازم للعبادة لرأى أنّ الآياتأمّا وردت حول خالق الكون الذي يعترف جميعالموحدين بإالوهيته وربوبيته ومالكيته،أو وردت في مورد الأوثان التي كان عبدتهايتصورون إلوهيتها وأنّها مالكة لمقامالشفاعة، وفي هذه الحالة فإنّ الاستدلالبهذه الآيات في مورد بحثنا الذي هو الدعاءمجرداً عن تلك العقيدة لمن أعجب العجب.

سؤال وجواب

إلى هنا تبيَّن أنّ دعوة العباد الصالحينبأي شكل كان، سواء أكان لأجل التوسلوالاستشفاع أم لأجل طلب الحاجة وإنجازهاليست عبادة، ولا تشملها الآيات الناهية عنالدعوة بتاتاً غير أنّه ينطرح هنا سؤال،وهو: انّه إذا كان غيره سبحانه لا يملك منقطمير ولا يملك كشف الضر والتحويل، فمافائدة هذه الدعوة، إذ قال سبحانه:

(فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّعَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً)(2).

1. الصحيفة السجادية، الدعاء: 49.

2. الإسراء: 56.