مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
(والَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَايَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير).ففي هذه الآية وما قبلها استعملت لفظة«تدعون وندعوا» في حين استعملت في الآيةالأُولى لفظة «تعبدون».ونظير ما سبق قوله سبحانه:(إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِاللّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً).(1).هذا وقد ترد كلا اللفظتين في آية واحدةوتستعملان في معنى واحد:(قُلْ إِنّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِاللّهِ).(2).وقوله سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمْادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّالَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْعَبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَدَاخِرينَ).(3).والآية وما تقدمها ظاهرتان في أنّ المرادمن الدعوة هو العبادة لا مطلق النداء وطلبالحاجة، وذاك ليس بمعنى استعمال الدعاءابتداء في معنى العبادة حتى يكونالاستعمال مجازياً بل إنّما استعملت فيمعناها الحقيقي، أعني: الدعاء، ولكن لمّاكان الدعاء مقروناً باعتقاد الداعيبالوهية المدعو صار المراد منه ـ بالم آل ـالعبادة، وقد تقدمت تلك النكتة آنفاً.ويؤيد ما ذكرناه ما ورد في دعاء سيدالساجدين مشيراً إلى مفاد الآية المتقدمةحيث يقول:«وسميت دعاءك عبادة، وتركه استكباراً،وتوعّدت على تركه دخول جهنم