(وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَايَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير)؟.(1).
والجواب: انّ البحث في هذا الفصل مركز علىتمييز العبادة عن غيرها، وأمّا كون الدعوةمفيدة أو لا، فخارج عن موضوع بحثنا، أضفإلى ذلك أنّ الآيات التي استدل بها تهدفإلى موضوع آخر لا يرتبط بالمقام.
إنّ هذه الآيات راجعة إلى أصنام العربالخشبية والمعدنية والحجرية ويتضح ذلك منسياق الآيات، هذا أوّلاً، وثانياً أنّالهدف من نفي المالكية عن غير اللّه ليس هومطلقها، بل المراد المالكية المناسبةلمقامه سبحانه، أعني: المالكية المستقلة،ونفي هذه المالكية عن غيره سبحانه لا يدلعلى انتفاء ما يستند إليه سبحانه، عنهم،ويؤيد ذلك أنّه سبحانه يقول: (يَا أَيُّهَاالنَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَىاللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيُّالْحَمِيدُ)(2) والمراد من الفقر هنا هوالفقر الذاتي ولا ينافي القدرة المكتسبةوالفعالة بإذنه سبحانه.
والدليل على أنّ العرب كانوا يعتقدون فيأصنامهم القدرة المستقلة قوله سبحانه:(قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِمَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً ولانَفْعاً).(3).
وقوله سبحانه: (ويَعْبُدونَ مِنْ دُونِاللّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاًمِنَ السَّمواتِ والأرْضِ شَيْئاً وَلايَسْتَطِيعُونَ).(4).
1. فاطر: 13. 2. فاطر: 15. 3. المائدة: 76. 4. النحل: 73.