مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 1 -صفحه : 664/ 638
نمايش فراداده

«القضاء» أو في خصوص «التشريع والتقنين»،بل الحكم في هذه الآية ذو مدلول أوسع يكون«القضاء» من إحدى شؤونه، وما ذلك المعنىإلاّ السلطة والإمرة والحاكمية بمفهومهاالوسيع التي تقوم بالسلطات الثلاث.

هذا وفي مقدور القارئ الكريم أن يستظهرهذه الحقيقة، ونعني: انحصار الحاكمية فياللّه تعالى، من آيات أُخرى أيضاً غير ماذكرناه في مطلع هذا المبحث، مثل قوله:

(إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للّهِ يَقُصُّالْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ)(1)

(أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُالْحَاسِبِينَ)(2)

(لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولى وَالآخِرَةِوَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ)(3)

الولاية للّه سبحانه لا الإمرة والإدارة

إنّ اختصاص حق الحاكمية باللّه سبحانهليس بمعنى قيامه بإدارة البلاد وإقرارالنظام وممارسة الإمرة وفصل الخصومة إلىغير ذلك مما يدور عليه أمر الحكومة، فإنّذلك غير معقول ولا محتمل، بل المراد أنّ منيمثّل مقام الإمرة في المجتمع البشري يجبأن يكون مأذوناً من جانبه سبحانه لإدارةالأُمور والتصرف في النفوس والأموال وأنتكون ولايته مستمدة من ولايته سبحانه،ومنبثقة منها، ولولا ذلك لما كان لتنفيذحكمه جهة ولا دليل.

وإن شئت قلت: إنّ المقصود هو حصر الولايةالتي تنبعث منها الحاكمية

1. الأنعام: 57.

2. الأنعام: 62.

3. القصص: 70.