مفاهیم القرآن جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
أصبحت حكومته حكومة جور وعدوان.ولا نعني من عنوان «انحصار حق الحاكمية فياللّه» حصر الإمرة في اللّه بأن يتولّي هوسبحانه الإمرة على العباد، كما سيتضح ذلك،فإنّ للأنبياء والصلحاء وكل مأذون من قبلهسبحانه أن يتولى الإمرة من جانب اللّه، بلالمراد أنّ الولاية وحق الحكومة بالأصالةحق للّه سبحانه وإنّما يتصدى غيره بإذنه،وذلك مثل قوله: (قُلْ للّهِ الشَّفَاعَةُجَمِيعاً)(1)، أي بيده أمر الشفاعة من تعيينالشافع والمشفوع له، ومثله المقام فإنّبيده زمام الحكومة، فهو يعين الحاكم ويعينله وظائفه وكيفية حكمه.وعلى هذا فالحاكمية خاصة باللّه تعالىومنحصرة فيه، وهي من إحدى مراتب التوحيد.ولقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله:(إِنِ الْحُكْمُ إلاَّ للّهِ أَمَرَأَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).(2)إنّ المراد من الحكم في جملة (إِنِالْحُكْمُ) هو الحاكمية القانونية التيتنبعث من الولاية الحقيقية المنبعثة منخالقيته ومالكيته سبحانه لا الحاكميةالتكوينية بمعنى التصرف في الكونبالإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة،وقد أوضحنا مفاد الآية في الفصل العاشرفراجع ص 606.نعم لا داعي لأن نحصر لفظة «الحكم» التيلها معنى وسيع في خصوص