تعالى: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَمُذَكِّرٌ)(1) في حق الرسول الأعظم (صلّىالله عليه وآله وسلّم) هو: أن يذكّر الرسولالأكرم الناس بما هو كامن ومودوع ـ أساساًـ في فطرتهم..أو أنّ هذا هو أحد أبعاد الآيةومعانيها ـ على الأقل ـ.
9. ما دار بين رجل و الإمام جعفر بن محمدالصادق عليهما السلام.. قال الرجل: يابنرسول اللّه دلّني على اللّه ما هو؟ فقدأكثر عليّ المجادلون وحيّروني.
فقال له الإمام: «يا عبد اللّه هل ركبتسفينة قط؟» قال: نعم، قال: «فهل كسر بك حيثلا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك؟» قال:نعم.
قال: «فهل تعلَّق قلبك هنالك أن شيئاً منالأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟»قال: نعم.
قال الصادق (عليه السلام): «فذلك الشيء هواللّه القادر على الإنجاء حيث لا منجي،وعلى الإغاثة حيث لا مغيث»(2).
دلّت الأبحاث الماضية على أنّ للإنسانإدراكات فطرية منذ أن يولد، وهي تواكبجميع مراحل حياته، وتتكامل بتكامل وجودهوتتفتح بتفتح مشاعره.. ولكن ربّما يتوهمأنّ هذا منقوض بقوله تعالى:
(وَاللّهُ أخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِأُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاًوَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَوَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْتَشْكُرُونَ)(3).
1. الغاشية: 21. 2. بحار الأنوار: 3/41، نقلاً عن معانيالأخبار للشيخ الصدوق. 3. النحل: 78.