عامة البشر.
وحتى لو كان صدر الآية موجهاً إلى النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلاّ أنّذيلها ـ لا ريب ـ موجه إلى عامة البشر.
إنّ القرآن يريد بهذا الخطاب أن يلفتأنظارنا إلى حادث حدث قبل الخطاب لا حينهولا بعده بدليل مجيء إذ في مطلع الآية.
فـ «إذ» تستعمل فيما إذا كان ظرف الحادثةهو الماضي، ومعناها «واذكر إذ» وقعت هذهالحادثة في الماضي.(1)
إنّ غاية ما يفيده ظاهر آية الميثاقالمطروحة هنا على بساط البحث هو أنّ اللّهأخذ من بني آدم ميثاقاً وعهداً علىالإقرار بربوبيته.. وأمّا كيفية هذاالميثاق فلم يرد ـ في الآية المذكورة ـ أيتوضيح بشأنها... ولأجل هذا اختلف المفسرونالمسلمون حول حقيقة هذا الميثاق.
وفيما يلي عرض للآراء المطروحة حول هذاالمطلب:
وتقول هذه النظرية ـ والتي لها سند حديثيـ إنّ اللّه أحضر أبناء آدم عند خلقه، منصلبه على هيئة كائنات ذرية صغيرة الحجمجداً وأخذ منهم الميثاق
1. تقدير «اذكر» في هذه المواضع لإراءةماضوية الحادثة، وإن كان غير محتاج إليهحسب القواعد الأدبية فإنّ «إذ» ظرف مهملغير مقيد بشيء.