مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 174
نمايش فراداده

«173»

اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْوَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَالْمـُفْسِدِينَ) (الاعراف: 142).

فإذا كان هذا هو المتّبع عند الاممالسالفة في مسألة القيادة والخلافة بعدالانبياء، وكان ذلك أمراً متكرراًومتعارفاً بينهم; فالانصراف عن تلكالطريقة والإعراض عنها في الإسلام يحتاجإلى التصريح والبيان.

الخلافة بالوصاية

ومن طالع الكتاب والسنّة بتتبّع وتوسّع;لا يجد أيّ دليل يدلّ على ما يخالف هذهالطريقة ولا أيّ صارف عن الأخذ بها، بل يجدفي ذينك المصدرين العظيمين المقدسين مايدلّ على أنّ كلّ ما جرى على الامم السابقةيجري على هذه الاُمّة إلاّ ما استثني، وهومبيّن.

ويدل على ذلك بصراحة لا تقبل جدلاً ما رويعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمأنّه قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهمالأنبياء كلّما هلك نبيّ خلفه نبيّ، وإنّهلا نبيّ بعدي وسيكون خلفاء» (1).

وبما أنّ التلازم بين النبوّة والاستخلافممّا تقتضيه طبيعة الحياة الاجتماعيّةوتؤكّده حياة الامم السالفة كما ذكرنا لك;لهذا نجد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآلهوسلّم بمجرد أنّ يصدع بنبوّته; يواجهالناس بمسألة الخلافة من بعده ويشير إلىالخليفة الذي سيخلفه; والوصيّ الذي سيليمهمّاته ومهامّه بعد وفاته..

وهذا يدلّ على أنّ النبوة والاستخلاف(وتعيين الخليفة بالوصاية) متلازمان لاينفصلان وتوأمان لا يفترقان..

وإليك ما جرى في يوم الدار المعروف، وهويثبت ما قلناه:

أخرج الطبريّ في تاريخه عن عبد اللّهبنعبّاس عن علي بن أبي طالب قال: «لمّا

1- أخرجه البخاري ومسلم كما في جامعالاُصول لابن الاثير الجزريّ 4: 48