مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 260
نمايش فراداده

«261»

إنّ الإسلام طلب من تشريع هذا النظام منعالمزيد من إراقة دماء المعتدين الغزاة بعدالسيطرة عليهم، ولأنّ توزيعهم علىالمسلمين وجعلهم تحت ولايتهم أقرب إلىإمكانهم من تلقّي التربية الإسلاميّةوتوفير ظروف التهذيب والتعليم الدينيّلهم.

8ـ طهارة المولد

والمقصود من هذا الشرط هو أن يكون ذاولادة طيّبة، فلا يحق لغيره أن يتصدّىلقيادة الاُمّة الإسلاميّة أو يُرشح لهامن قبل الآخرين. وللدين في هذا الشرط عدةأهداف; منها أن يسدّ سبيل الزنا والبغاءبأن يعرف الزاني بأنّه سيتحمّل ضياعاًأبدياً يورثه أولاده، وأفلاذ أكباده،فلعلّه يرتدع عن هذه المعصية الكبيرة، هذامضافاً إلى أنّ الدين يستقبح الزنا ويكرههفلو جوز ارتفاع (نتاج) الزنا إلى مستوىالقيادة، فلازم ذلك استهانة الاُمّةباُحدى حسنيين: إمّا بالأخلاق الإسلاميّةالتي أبرزها تجنّب الزنا، أو بطاعةالرئيس، إذ من الواضح أنّ الرئيس الواطىءفي نظر الناس لن يحظى باحترامهم، وطاعتهمكالذي يحظى به الرئيس الشريف.

إنّ وليد الزنا تنعقد نطفته في حالة عاصفةمن الشهوات الرخيصة، فتنعكس آثارهاالسيّئة على نفسيّته وفقاً لسُنّةالتأثير، فيتولّد ابن الزنا بنفسيّةميالة إلى الشهوات صارخة الأهواء، وحالةمن الانفلات الخلقي التي تنمو معه نمواًخطيراً فيصبح مُلتاث الضمير، محجوب العقللايوقفه دون شهوته ضمير أو عقل أو دين.

وبعبارة اُخرى: إنّ وليد الزنا تنعقدنطفته في حال يحسّ والده أو اُمّه أوكلاهما بأنّهما ينقضان القانون، ويكسرانعهداً من عهود اللّه، وهو احساس ينتقل عنطريق النطفة إلى الوليد طبقاً لقانونالتوارث الطبيعيّ، فيخرج الطفل المولودمن الزنا حاملاً لفكرة نقض العهد واختراقالقانون.. أو يكون أقرب من غيره إلى هذهالحالة على الأقلّ.. وإلى هذا أشار حديثمنقول عن الإمام الحسن بن عليّ المجتبى فيهذا الصدد: «إنَّ الرجل إذا أتى أهلهُ بقلبساكن وعروق هادئة وبدن غير