مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 261
نمايش فراداده

«262»

مُضطرباستكنت تلك النطفة في الرَّحم فخرجالرَّجل يشبهُ أباه واُمَّهُ» (1).

وهذا الحديث يشير إلى أنّ صفات الوالد أوالاُم تنتقل إلى الطفل بصورة قهريّةوراثيّة إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ.

فكيف لا تنعكس الحالة النفسيّة المضطربةللزاني والزانية في الطفل ولا تورث فيخلقته اعوجاجاً ـ ولو قليلاً ـ يؤهّلهللانحراف الأشدّ.

وكيف يمكن أعطاء زمام الحكم والقيادة وهوأعظم مقام وأخطر منصب في حياة الاُمّةالإسلاميّة بيده وهو لا يؤمن عليه منالانحراف والشذوذ.

ولهذا يقول الإمام الصادق جعفر بن محمّد(عليه السلام) عن ولد الزنا: «إنّه يحنّ إلىالحرام والاستخفاف بالدين وسوء المحضر»(2).

وهو أمر تثبته التحقيقات الاجتماعيّة،والوقائع العلميّة.

فإذا كان هذا هو شأن ولد الزنا لم يصلح إذنللقيادة ولم يكن فيه خير كما قال الإماممحمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام): «لاخير في ولد الزنا ولا في بشرته ولا في شعرهولا في لحمه، ولا في دمه ولا في شيء منه» (3).

وربمّا يحتمل في الحاكم الإسلاميّ شرائطومؤهّلات اُخرى لم نجد لها دليلاً

1- بحار الأنوار 14: 379 (الطبعة القديمة).

2- سفينة البحار: 560.

3- إنّ ما ذكرناه من حالة ولد الزنا إنّماهو من باب وجود الاستعداد الأكثر،والأرضيّة المناسبة للانحراف والشذوذوبالتالي بيان وجود المقتضي للفساد فيالطفل المولود من الزنا، ولذلك لو شبَّوكبر كان بإمكانه كأيّ إنسان آخر مختار،أنيحرز نفسه من آثار هذه الحالة، ويطهّرهامن الشوائب العالقة بطبيعته، فلا يوجب ماذكرنا فيه من الحالة الناشئة من الزناجبراً.. وتفصيل البحث موكول إلى محلّه،وبالتالي إنّ المتولّد من الزناكالمتولّد من الأبوين المسلولين يكونأكثر استعداداً وقابليةً من غيره للتعرّضإلى السل ولكنّه في إمكانه أن يراجعالطبيب ويقوم بإعمال وقائيّة تمنع من نموذلك الاستعداد، وتمنعه من الابتلاء بداءوالديه.

وبعبارة اُخرى: إنّ خبث الولادة بمنزلةالمقتضي لانحراف الطفل أيام شبابه وكبرهوليست علّةً تامّةً له.