مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 312
نمايش فراداده

«314»

على أنّ من التخصّص أيضاً معرفة الزمانوأهله وما يقتضيانه من التدبير والحيلة.ولذلك قال الإمام عليّ (عليه السلام):«العالمُ بزمانه لا تهجُمُ عليهاللّوابسُ» (1).

وقال الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليهماالسلام) وهو يصف المسؤول الصالح، والراعيالناجح: «يعملُ ويخشى... رجلاً، داعياً،مشفقاً مُقبلاً على شأنه، عارفاً بأهلزمانه مُستوحشاً من أوثق إخوانه، فشدّاللّه من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامةأمانه»(2).

إن قوله «مُقبلاً على شأنه، عارفاً بأهلزمانه» إشارة إلى شرط التخصّص بجانبيه:معرفة الأمر، ومعرفة الزمان و أهله.

2/ الوثاقـة

إنّ أهمّ شرط بعد شرط التخصّص هو: الوثاقةوكون المسؤول الحكوميّ أميناً ومأموناًعلى إدارته ومسؤوليّته فإنّ أكثر الم آسيالاجتماعيّة الناشئة من رجال الحكومات فيالأنظمة البشريّة ترجع ـ في الحقيقة ـ إلىخيانة هؤلاء الرجال لما أوكل إليهم منمسؤوليّات ومهامّ، فقاموا بها دون ورع،وتصرّفوا فيما فوّض إليهم دون تقوى ولأجلذلك يؤكد القرآن الكريم على تفويض الاُمورإلى الأمناء من الرجال، المأمونين علىأرواح الناس وأعراضهم وأموالهم إذ يقول عنلسان ابنة شعيب: (يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُإنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَالقَوِىُّ الأمِينُ) (القصص: 26).

فإنّ كانت القوّة والأمانة شرطانضروريّان في راعي شويهات وأغنام، كاناشتراطهما في من يراد تسليطه على أرواحالناس وأموالهم وأعراضهم ضروريّاً بطريقأولى.

3/ الزهد والتعفّف

والمراد من الزهد هو أن لايكون المرءمتعلّقاً بالدنيا وحطامها، وآخذاً بهاعلى وجه

1- اُصول الكافي 1: 27 و 39.

2- اُصول الكافي 1: 27 و 39.