مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 346
نمايش فراداده

«348»

للقيام بحفظ السلام والاستقرارالعالميّين.

4ـ مكتب عدل دوليّ يتولّى تفسير قوانينالبرلمان ومقرّراته وملاحقة التخلّفاتوالتجاوزات، بما لديه من محكمة دوليّةوأجهزة مختصّة.

هذه الفكرة وما سواها ممّا يطرحهاالمفكّرون، وطلاّب السلام والاستقرار فيالعالم، رغم أنّها قد تبشّر بإمكان قياممثل هذا التكتل العالميّ الواحد والحكومةالواحدة المنشودة إلاّ أنّها محكوم عليهابالفشل ـ مسبقاً ـ لأسباب عديدة أهمّهافقدان أصحاب هذه الفكر والاطروحات لحسنالنوايا، والفضائل الأخلاقيّةالإنسانيّة التي يجب توفّرها لدى أمثالهم.

هذا مضافاً إلى عدم وجود عامل أهمّ وهو مايضمن استقـامـة هذه الحكومـة ـ لو فرضتحققّها ـ بحيث لا تتحوّل إلى غطاء لأهدافالدول العظمى التوسعيّة ونواياهمومطامعهم الاستعماريّة، وتؤول إلى ما آلتإليه عصبة الاُمم وهيئتها من قبل، وتصبحأداة طيّعة بيد تلكم الدول لتظليل الدولالصغار وخداعها.. كما هو شأن كلّ المنظماتالفعليّة المنادية بالدفاع عن حقوقالإنسان!!

إنّ فقدان هذه الضمانات هو أهمّ ما سبّبفشل المنظمات القديمة.. ويسبّب فشلالمنظمات الاُخرى أيضاً.

إنّ أصحاب هذه المؤسّسات والمنظماتالعالميّة ما لم يطهّروا أنفسهم من حبّالذات وعبادتها وما لم يخلصوا نواياهم منالعجب والمكر، وما لم يؤمنوا بالإنسانوحقوقه بصدق وإخلاص لم تطمئنّ إليهمالشعوب، ولم يطمئنّ إلى منظماتهممستضعفوا البشر.

وهكذا الحال بالنسبة إلى أصحاب فكرةالحكومة العالميّة الواحدة والدعاةإليهـا.

إنّ أصحاب هذه النظريّة ما لم يعشقواالإنسان بإخلاص وصدق، وما لم يحبّواالبشريّة حبّاً يلمس شغاف القلوب، وتمسّحرارتها عمق الضمير فلن تلق فكرتهم