إمّا أخ لك في الدّين
وإمّا نظير لك في الخلق» (1).إنّ للإسلام ـ بما هو دين متكامل وشريعةخالدة ـ نظاماً اجتماعيّاً وسياسيّاًشاملاً يكفل كافّة الاحتياجات البشريّةولو طبّق كما هو; لعمّ الخير الحياة كلّها،ولسادت الاخوة كلّ بني آدم بجميع ألوانهم،وأشكالهم، وجنسيّاتهم وقوميّاتهم،وتحقّق ما يسعى إليه المفكّرون المهتمّونبالسلام والاستقرار في العالم من الوحدةوالألفة والاجتماع.إنّ أهمّ دليل يدلّ على أنّ الإسلام يسعىإلى تحقيق هذه الوحدة العالميّة هو أنّهلم يحصر دعوته على جماعة دون جماعة،وقوميّة دون اُخرى، بل وجّه نداءه إلىجميع البشريّة منذ البداية للأخذ بهوبشرائعه بوصفها أكمل الشرائع وأفضلها إذقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشيراً وَنَذِيراً)(سبأ: 28).وقال: (قُلْ يَاأيُّها النَّاسُ إنّيرَسُولُ اللّهِ إليْكُمْ جَميعاً)(الأعراف: 158).وقال: (هَوَ الَّذي أَرسَلَ رَسُولَهُبالهُدى وَدِينِ الحقِّ لِيُظْهِرَهُعَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَالمُشْرِكُونَ)(التوبة: 33).لقد وسّع النبيّ الكريم صلّى الله عليهوآله وسلّم في العام السادس والسابع منالهجرة، نطاق دعوتهالمباركة وبدأ دعوتهالعالميّة بمراسلة ملوك عصره ورؤسائه فيالجزيرة العربيّةوخارجها يدعوهم إلىالانضمام إلى دعوته، والانضواء تحت رايةالإسلام الحنيف1- نهج البلاغة: قسم الرسائل (53).