4ـ الحريّة المدنيّة
وهي تشمل حريّة كلّ إنسان في اختيارالمسكن والبلد، والعمل، وطريقة حياتهالخاصّة والكسب وكيفية تحصيل المالوتملّكه وحريّة الحيازة والاستفادة منالمواهب الطبيعيّة ما دام في الإطارالشرعيّ.فأمّا حريّة المسكن فقد فسح الإسلامالمجال لأيّ مسلم أن يعيش في أيّة نقطةيقدر فيها على السكنى وتطيب له الإقامةفيها فعن النبيّ صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «البلادُ بلادُ اللّه والعبادُعبادُ اللّه فحيث ما أصبت خيراً فأقم» (1).وعن اُولئك الذين بقوا في بلد عانوا فيهالظلم والحيف يقول اللّه تعالى: (... أَلَمْتَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةًفَتُهاجِرُوا فِيها...)(النساء: 97).وأمّا حريّة العمل فإنّ الإسلام لا يرىجبر أحد على العمل أو إكراهه على شغلخاصّ....وإليك ما جاء في نهج البلاغة في هذا الصددفقد كتب الإمام علي (عليه السلام) إلى أحدعمّاله يقول: «أمّا بعد فإنّ قوماً من أهلعملك أتوني فذكروا أنّ لهم نهراً قد عفىودرس وأنّهم إن حفروه واستخرجوه عمرتبلادهم وقووا على كلّ خراجهم وزاد فيءالمسلمين قبلهم وسألوني الكتاب إليكلتأخذهم بعمله وتجمعهم لحفره والإنفاقعليه ولست أرى أن أجبر أحداً على عمل يكرههفادعهم إليك فإن كان الأمر في النّهر علىما وصفوا فمن أحبّ أن يعمل فمره بالعملوالنّهر لمن عمل دون من كرهه وأن يعمرواويقووا أحبُّ إليّ من أن يضعفوا» (2).نعم يصحّ الإجبار على العمل حينما يمتنعالإنسان عن إرزاق عائلته والإنفاق عليهم.1- نهج الفصاحة: 223.2- صوت العدالة الإنسانيّة 1: 132.