الإسلام ومسألة التزكية
يعتقد النظام الإسلاميّ بأنّ الإنسانمفطور على السجايا الأخلاقيّة النبيلة،وأنّ اُصول التربية موجودة في فطرته بخلقاللّه سبحانه، وإنّما يكون دور المربّينوالاُساتذة هو استخراج هذه السجاياالمكنونة في النفس الإنسانيّة وإثارتهاوتنميتها، وهذا أمر أكّدته آيات كثيرة فيالكتاب العزيز، وإليك ـ فيما يأتي ـ نماذجمن هذه الآيات يقول اللّه سبحانه: (وَنَفْسوَمَا سَوَّاهَا *فَأَلْهَمَهَافُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(الشمس: 7ـ 8).(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد: 10).إلى غير ذلك من الآيات التي تشير ـ بوضوح ـإلى هذه الحقيقة، وتؤكّد بأنّ أصولالتربية مزروعة في داخل النفس البشريّةزرعاً ومغروسة غرساً.وعلى ذلك، فإنّ دور المربّي، والمعلّمالأخلاقيّ ـ في هذا المجال ـ لا يتعدّى دورالاكتشاف والإنماء والرعاية، فمثله مثلالبستانيّ الذي لا يقوم إلاّ بتهيئةالظروف المساعدة للنبات والزرع منالرعاية والسقي والعناية بالبذرة لتنبتوتكبر وتنمو، فإنّ المربّي والمعلّميهيّء الأجواء المساعدة لنمو تلك السجاياوالبذور الأخلاقيّة الموجودة في1- من لا يحضره الفقيه: 458، ومعاني الأخبار:191.2- نهج البلاغة: الخطبة 104.