إنّ صعوبة مهمّة التعليم كانت تقتضي أنيتنزّل القرآن شيئاً فشيئاً، ليسهلتعليمه للناس وإلقاؤه إليهم.كيف لا; والنبيّ طبيب يعالج النفوس،ويداوي الأرواح وذلك يقتضي التدرّج فيالعلاج كما يفعل المداوون.
3ـ بيان الميزة التطبيقيّة للقرآن
إنّ القوانين التي تسنّ طبقاً للحاجات،وعند ظهور المشكلات، تكون أقرب إلىالنتيجة المطلوبة منها فيما لو سنّت جملةًفي وقت واحد.ولهذا; كانت الآيات القرانية تتنزّلوفقاً للحاجات وتبعاً للحوادث التي كانتتقع شيئاً فشيئاً، فيأخذ بها المسلمونويعالجون بها مشكلاتهم فيشاهدون النتائجالعمليّة الطيّبة،فبسببها تزداد ثقتهمبالوحي ويزداد تعلقّهم به.وبهذا كان القرآن يحقّق نجاحات كبيرةً فيالنفوذ إلى القلوب والأعماق لأنّه كانيقرن العلم بالعمل، ويلبّي الحاجاتالفكريّة والحياتية.. وهي أفضل وسيلةللتأثير في القلوب.
4ـ تعدّد الاحتجاجات
إنّ قسماً كبيراً من الآيات القرآنيةكانت تتنزّل على النبيّ في مقام الاحتجاجعلى طوائف اليهود والنصارى، الذين كانوايتوافدون على النبيّ بين فينة وأخرى، فكانطبيعياً أن تنزل الآيات في أوقات متعدّدةوأزمنة متفاوتة.
5ـ التدليل على صدق الرسالة
إنّ التدرّج في التنزيل كان أحد الأدلةالساطعة على صدق هذا الكتاب في