3ـ خطر المنافقين
إنّ الدارس للمجتمع الإسلاميّ إبّانالدعوة الإسلاميّة، والمطّلع على تركيبتهيجد، أنّ ذلك المجتمع كان يزخر بوجودالمنافقين بين صفوفه.والمنافقون هم الذين استسلموا للمدّالإسلاميّ وأسلموا بألسنتهم دون قلوبهمإمّا خوفاً أو طمعاً. فكانوا يتجاهرونبالولاء للإسلام والمودّة للمسلمين،ولكنّهم يضمرون لهم كل سوء ويتحيّنونالفرص; لتوجيه الضربات إلى الدين الجديد،وضرب المسلمين بعضهم ببعض، وإضعاف الدولةالإسلاميّة من الداخل بإثارة الفتن، بينأفرادها وأبنائها، والسعي لتمزيق صفوفهموإشعال الحروب الداخليّة فيما بينهمبإيقاظ النخوة الجاهليّة التي طهّرالإسلام أرض الجزيرة منها.وربّما كانوا يتربّصون بالنبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم الدوائر، حتّى أنّهمكادوا له ذات مرّة، وأرادوا أن يجفلوا بهبعيره في العقبة عند عودته من حجة الوداع،وربّما اتّفقوا مع اليهود والمشركينلتوجيه الضربات إلى الكيان الإسلاميّ منالداخل تخلّصاً من هذا الدين الذي هدّد1- السيرة النبويّة لابن هشام 2: 515 ـ 529.2- الملل والنحل 1: 29 (طبعة القاهرة)،الطبقات الكبرى4: 65، الكامل في التاريخ2: 215.