ثانياً: بعض ما لا نص فيه من المسائل
إنّ الوجه الثاني الذي يدل على عدماستيعاب الاُمّة لكل أبعاد الشريعةوتفاصيلها; هو الموارد التي لم يرد فيهانصٌّ صريحٌ، فعمد الصحابة إلى الأخذبالرأي والقياس; التماساً للحلولوالأحكام المناسبة.ولذلك أضطرّ الصحابة منذ الأيام الاولىمن وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمإلى إعمال الرأي والاجتهاد في المسائلالمستحدثة، وليس اللجوء إلى الاجتهادبمختلف أشكاله إلاّ تعبيراً واضحاً عن عدماستيعاب الكتاب والسنّة النبويّة ـ عندهمـ للوقائع المستحدثة بالحكم والتشريع.غير أنّ الاجتهاد في هذا العصر وما بعده;لم يكن مقصوراً على الاجتهاد المألوف بينالشيعة الإماميّة من ردّ الفروع إلىالاُصول، وتطبيق الكليات على المصاديقوالجزئيات، بل كان يعبّر عن لون آخر أشبهبإبداء الرأي من عند الشخص بلا دليل وحجّةقاطعة فيما بينه وبين اللّه.1- دائرة المعارف لفريد وجدي 3: 213 (مادةجهد).