قد اتضح من البحث المتقدّم; أنّ رضاالاُمّة وانتخابها يعدّ منبعاً للسلطة،وعندئذ ينطرح السؤال التالي:إذا كانت إرادة الاُمّة منبعاً للسلطة فيالحكومة الإسلاميّة وهي بنفسها مصدرللسلطة في الديمقراطيّة الغربيّة أيضاًفما الفرق بين الحكومتين؟
الجواب:
إنّ المراد بكون الاُمّة ذات سيادة وحقّفي الحكومة الإسلاميّة يختلف عن السيادةالشعبيّة التي تقول بها الأنظمةالديمقراطيّة.فالاُمّة في ظل الإسلام يجب أن تختارحاكماً متّصفاً بالشروط والصفات المعتبرةفي الحاكم الإسلاميّ; من الفقه والعدلوالدراية السياسيّة والمقدرة الإدارية،وغيرها من الشروط والمواصفات التي سيأتيذكرها مفصّلاً في صفات الحاكم.. بينمايختلف الأمر عمّا هو عليه في الديمقراطيّةإذ في ظل هذا النظام يحقُّ للشعب أن يختارمن يريد سواء أكان صالحاً أم لا، وسواءأكان متحلّياً بالمؤهّلات والشروطالمذكورة أم لا.كما أنّ على الحاكم الإسلاميّ الأعلى أنيمشي ويسير وفق النظام الإسلاميّ وليس لهأن يحيد عن ذلك قيد شعرة; بينما يكون الأمرفي النظام الديمقراطيّ على غير هذا